Wednesday, August 1, 2012

إستراتيجية الإدارة هي سبب النجاح وليس الإداريون


1- المؤسسات عالية الأداء تربط بين استراتيجيات الإدارة واستراتيجيات العمل.
بغض النظر عن هوية الرئيس التنفيذي للشركة، فمن خلال فهمه لإستراتيجية المؤسسة وإدارتها، يصبح قادرا على الحفاظ على مستوى أدائها بل ويعمل على تطويرها. والشركات الكبرى على دراية بذلك، حيث تعمل على تقديم برامج تدريبية لجميع الموظفين ذات كفاءة عالية، لاختيار الشخص المناسب الذي سيمثل إستراتيجية الشركة ويعمل على تطويرها. هناك مثال على ذلك وهو شركة (UPS)، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال الشحن والتوصيل على مدى سنوات عديدة، وهي مستمرة في تعزيز ثقافتها الإدارية في مجال خدمة العملاء، وإذا تم استبدال الرئيس التنفيذي الحالي لها، فهذا لن يؤثر على أداء الشركة بشكل كبير حيث لديها جذور إدارية قوية وثابتة.
ولكن هذه الثقافة هي بحاجة للتطوير والتعديل من الحين للآخر مع تغير الزمن. ومن خلال عملي لدى (IBM)، قامت الشركة بتغيير كلي لاستراتيجياتها بمجرد تعيين (لو غيرنستير – Lou Gernster) كرئيس مجلس إدارة ورئيس تنفيذي، حيث عمل على تحويلها من شركة (بائعة للتكنولوجيا) إلى شركة تقدم الخدمات للمستخدمين، وهذا أدى إلى جلب العديد من الرؤساء الجدد للشركة حيث اختلفت توجهاتها واستراتيجياتها. وهذا ما تقوم به حاليا شركة  (زيروكس – Xerox).

2- المؤسسات القوية تعمل على تطوير رؤسائها على جميع المستويات.
يجب على الرئيس أو المدير أو غيره أن يدفع باستراتيجياته إلى جميع موظفين الشركة، حتى يكون العمل موحد ولتجنب التقصير من أي جانب. والتطوير كما أظهرت البحوث، يبدأ من أسفل الشركة حيث يصبح لها قاعدة قوية ومتينة ومن ثم إلى الإداريون. وفي الكثير من المؤسسات الكبرى والناجحة يعتبر كل فرد فيها مدير، حيث يساهم ويشارك بإبداء رأيه، كذلك يكون له دور في اتخاذ القرار في مجال عمله حتى يصبح الجميع مسؤول عن عمله، ولا يتحول الأمر إلى مركزية كاملة من قبل الرئيس أو المدير.
نشرت مجلة فانيتي فير (Vanity Fair) مقالا عن مايكروسوفت أوضحت فيه عدم اهتمام الشركة بتطوير أسلوب وإستراتيجية إدارتها، حيث تعتمد على مبدأ "افعل ما تؤمر به". وهذا على عكس كل من (IBM)، (Accenture) و(Deloitte) حيث يعتمدوا اعتمادا كليا على الجانب الإداري ويعملوا على تطويره باستمرار.

3- المؤسسات الكبرى تستثمر الكثير من أجل تنمية المهارات الإدارية.
أظهرت الأبحاث أن أكثر الشركات نجاحا هي التي تستثمر الكثير من أجل تطوير إدارتها، حيث تراوحت نسبة الاستثمار بين 40% و 50% أكثر من الشركات الأخرى. وإذا ألقيت نظرة إلى قائمة (AON Hewitt) في مجلة (فورتشن – Fortune)، نجد أن الشركات الأولى هي التي تنفق 35% من الأموال أكثر من غيرها من الشركات. ويذكر أن الشركات الكبرى تنفق حوالي 3,500 دولار لتدريب المدير الواحد.

4- تطوير الفلسفة الإدارية.
الشركات الكبرى تعمل على تطوير ذاتها من خلال البرامج التدريبية التي تقوم بها على مدار العام من أجل ضمان الحصول على أعلى جودة من الإداريين. وهناك المئات من المؤسسات التي تشتري برامج إدارية وأدوات تساعد على التطوير، وهذه خطوة جيدة لكنها لا تضاهي التطوير الذاتي الذي يكسب الشخص خبرة كبيرة وفريدة، وشركة سيسكو (Cisco) من الشركات التي تعتمد على التطوير الذاتي.

5- الرئيس التنفيذي يلعب دورا هاما في الشركة، لكن ليس بمفرده.
من أهم الخطوات الواجب على الرئيس التنفيذي الجديد إتباعها، هي معرفة ثقافة إدارة الشركة وتقييمها، لمعرفة الجوانب التي ينبغي تطويرها أو تغييرها، والقيام بحملة ثقافية حول كيفية العمل الجماعي والتعريف بدور كل فرد في المؤسسة للوصول إلى أقصى مستوى من التقدم والتطور.
بقلم : جوش برسين
ترجمة : احمد عادل




No comments:

Post a Comment